جغرافية إقليم كوردستان
يقع إقليم كوردستان في القسم الشمالي و الشمالي الشرقي من جمهورية العراق. يحدّه شرقا وشمالا جمهورية إيران الإسلامية، وتجاوره من جهتي الشمال و الغرب الجمهورية التركية، في حين تقع الجمهورية العربية السورية في الجهة الغربية والمحافظات العراقية جنوبا. تمتاز أراضي الاقليم بوفرة السهول، الوديان، التلال والمرتفعات، الجبال و السلاسل الجبلية، هذا فضلا عن احتوائها على مجموعة من القمم الشــاهقة، نذكر منها على سبيل المثال " قمة هلكورد"، التي تقع ضمن سلسلة جبل حصاروست و تعد أعلى قمة جبلية في كوردستان و عموم العراق، وفق ارتفاع ناهز ٣٦٠٧ مترا. و تمتاز أراضي اقليم كوردستان باحتوائها على العديد من الثروات المعدنية كالنفط، الغاز و معادن أخرى، هذا فضلا عن منتوجاتها الزراعية. و يمثل الاقليم أكثر من ١٨% من أراضي جمهورية العراق، و تدير حكومته أكثر مـن ٦٠% من أراضي الاقليم. أمّا نسبة ٤٠% المتبقية فتقع ضمن المناطق الكوردستانية خارج إدارة إقليم كوردستان، وقد أوجدت المادة ١٤٠ من الدستور العراقي الجدید الحل الأنسب لها، ذلك من خلال منح حق تقرير المصير للمواطنين المقيمين على أراضيها.
مدينة أربيل
تعتبر أربيل عاصمة اقلیم کوردستان، وهي من المدن الكبيرة التي تبعد عن بغداد حوالى ٣٥٠ كم و بمساحة تقارب ١٥٢١٤ كم٢ وارتفاع ٤١٨ مترآ عـن مستــوى سطح البحر . تحدها شـرقا محافظة السليمانية، ومحافظتا دهوك ونينوى غربا، محافظة كركوك جنوبا، وتركيا وايران شمالا. وهي من أقـدم المدن المأهولة فــي المنطقة و العالم بأسرە، إذ يعود تاريخها إلــى العصور القديمة وتحديدا إلى الألفية السادسة قبل الميلاد . واللافت بأنّ اسم هذه المدينة العريقة ورد في الكثير من الكتابات السومــرية والبابليـة وفقا لتسميات عدة نذكر منها على سبيل المثال: أروبيلم ـ أربيل ـ أروبل ـ أربائيلو. يُذكر أنّ أربيل كانت قد اشتهرت منذ القدم بوصفها مــركزا للعبــادة، خاصة لآلهة عشتار. هذا فضلا عن ذكرها من قبل بعض المؤرخين القدامى في كتبهم، الامر الذي ساهم بشكل أو بآخر في الاضاءة على هـذە المدينة المهمة والتي باتت على مرّ الزمن محطّ الانظار وموضوعا أساسيا للعديد من اللوحات العالمية الشهيرة و الوثائق التاريخية والأعمال الفنية في أوروبـا، هذا فضلا عن وضع أسس متينة للتعريف بالشرق وكوردستان.
مدينة السليمانية
تعتبر مدينة السليمانية إحدى المدن الرئيسية في اقليم كوردستان، اذ تتوسط سلسلتي جبال كويزه و كله زرده و تقع شمال العراق على خطي طول٥٠، ٤٤-١٦،٤٦ شرقا وخطي عرض ٠٤،٣٥-٣٠،٣٦ شمالا، أي بمسافة تبعد حوالى ٣٨٥ كم عن عاصمة العراق الاتحادية و ١٩٨ كم عن أربيل عاصمة الإقليم. أسس هذه المدينة المميزة إبراهيم باشا عام ١٧٨٤م. و يقول المؤرخ (كلاوديوس جيمس ريج) في هذا الصدد - خلال أسفاره للمنطقة عام ١٨٢٠م - أنّ مدينة السليمانية و منذ تأسيسها شيّدت فيها الأسواق الكبيرة و الحمامات النظيفة وفقا للطراز الاسطنبولي، وتمتاز بالتطور المستمر في مختلف المرافق الحياتية فهي تحتوي على العديد من الفنادق، المتنزهات، المطاعم، الأماكن التاريخية و السياحية كالسراي القديم و المتاحف و الأسواق والمولات ( أماكن التسوق الحديثة). تجدر الإشارة، إلى أنّ مدينة السليمانية تعد مركزا مهما للثقافة و الفنون في كوردستان، لذلك أطلق عليها تسمية عاصمة الثقافة، وهي تحتضن اليوم العديد من الجامعات، المعاهد الحكومية و الأهلية ذات التخصصات المختلفة إضافة الى الجامعة الأميركية.
مدينة دهوك
هي مركز محافظة دهوك، و إحدى مدن إقليم كوردستان الرئيسية التي تقع على خطي طول ٢٠، ٤٣-١٠.٤٤ شرقا و عرض ٤٠ ٣٦-٢٠،٣٧ شمالا. تقع مدينة دهوك على أرض منبسطة كائنة بين سلسلتي جبال شندوخا من جهة الجنوب، سلسلة الجبي الأبيض (سبي) من الشمال، جبل مام سين شرقا، و سهل واسع يمتد الى سهول سليفاني غربا. أماّ موقعها فعلى مقربة من الحدود التركية - السورية، حيث يقطنها الكورد، الكلدان، الآشوريون و الأرمن وسط تعايش مشترك و باختلاف الأديان. تمتاز هذه المدينة بمواقع أثرية عديدة من خلال المنحوتات الصخرية و الكهوف، فضلا عن عشرات الفنادق، المطاعم، الموتيلات، المتاحف الأثرية و الفولكلورية و متحف ثقافي للآيزيديين إضافة الى مدن للألعاب، أسواق عصرية، حديقة حيوانات صغيرة. كما تحتضن جامعة دهوك و العديد من المراكز الثقافية،كما تضم مواقع أثرية عديدة منتشرة في المدينة اضافة الى مواقع سياحية خاصة، مثل قمة جبل زاوا و وادي دهوك.