الثقافة والتراث
تعتبر الثقافة الكوردية واحدة من أقدم الثقافات في العالم. فقد تأسست هذە الثقافة من لدن اجيال متعاقبة اتخذوا - في الفترة الممتدة من ٦٠٠٠ إلی ٥٤٠٠ سنة قبل المیلاد -من الجبال، الوديان والمدن الكوردية مأوى لهم . واللافت أنّ هذه الثقافة تداخلت مع نظيرتها المنحدرة من بلاد ما بين النهرين، حيث يرى الكورد أنفسهم منحدرين من الشعوب الهندو- أوروبية التي شکلت لاحقآ شعوب الکوتيین، الكيشيين، الميتانيین و مجامیع بشریة أخری سکنت مع مرور الزمن و بشکل متواصل بمحاذاة جبال الجودي، سلسلة جبال زاگروس و آرارات. لكل هذه الشعوب هوية عرقیة، مشتركة تتحدث بلغات ولهجات مشترکة و ترتبط ارتباطا وثيقا ببعضها البعض. لذلك يمكن اعتبار الكورد أحفادآ لكل الذين استقروا في كوردستان على مرّ الزمن، إلا أنّ هذا التراث الثقافي كان عرضة للظلم، الإهمال والقمع، أو إلى الطغيان من قبل الثقافات الأخرى المسلطة، ما أدى و للأسف الشدید في إختفاء أو تدمیر عناصر هامة من التراث الثقافي الکوردي الأصيل. و هناك أمثلة عديدة تشير إلى التهديد بتقهقر هذا التراث الكوردي و الذي يعتبر ذات قيمة مادية كبيرة لا يمكن الاستغناء عنها في المنطقة و محاذاتها أیضآ. وخير مثال على ذلك التهديد الذي تشكله السدود و المشاریع الإصطناعیة في دول تقاسم الکورد في تركيا، العراق، إیران، سوریا و في الشتات، فضلا عن التهدید المباشر بأن تغمر المياه مدینة حسن كيف، والتي تعتبر أقدم مدينة كوردية.
نوروز و احتفالاتها
یعتبر نوروز، أي "يوم جديد" العيد القومي للشعب الكوردي و في الوقت نفسه عيد رأس السنة الكوردية الجديدة والذي يصادف يوم الـ ٢١ من آذار، وفق التقويم الميلادي. و عيد نوروز من الأعياد القديمة التي يحتفل بها الكورد، حیث يعود تأريخه إلى القرن السابع قبل الميلاد، وتحديدا منذ تأسيس أول دولة كوردية، "دولة ماد". يحمل هذا العيد بُعداً قومياً و لە صفة خاصة مرتبطة بقضية التحرر من الظلم فهم يعمدون الى اشعال النارعند قمم الجبال، رمزا لانتصار الكورد على الطغاة والتخلص من الظلم الذي كان يمارس ضدّهم . يذكر أنّ هذا العيد يصادف بداية شهر الربيع وهو شهر الخصب والتجدّد حيث تكتسي الطبيعة ثوبها الأخضر فتظهر بأبهى حلّلها ما يسمح بطريقة أو بأخرى للشعب الكوردي في الاحتفال بهذه المناسبة المميزة. وبمناسبة هذا العيد ، تعتبر الأيام من ٢٠ لغاية ٢٣ من آذار من كل سنة عطلة رسمية في کوردستان – العراق، حيث يخرج الكورد في هذه الفترة إلى أحضان الطبيعة مرتدين الزيّ الكوردي، فيمارسون طقوس هذا العيد من خلال إيقاد شعلة النوروز، والتي يُطلق عليها شُعلة كاوە حداد، وفق الاسطورة وعقد حلقات الرقص الجماعي والغناء.
مهرجان أربيل (الحرية و نوروز)
دأبت حكومة اقليم كوردستان - العراق على استقبال اعياد النوروز وآذار بمهرجان شعبي فني و ثقافي ضخم يُقام في حدائق بارك شاندر، في وسط مدينة اربيل. فيشهد هذا المهرجان عروضا لفرق فنية عالمية و كوردية: فنانين، موسيقيين ، فرق راقصة تقدم عروضا مميزة وحلقات الدبكة ، وامسيات شعرية وثقافية، معارض فنية و أعمال مسرحية، هذا فضلا عن عروض هائلة للالعاب النارية التي اشتهرت بها اربيل في السنوات الاخيرة. يستمر المهرجان لمدة عشرة ايام بحضور الآف من المواطنين ،الاجانب ، السياح وكبار رجال الدولة من سياسيين و رجال اعمال.
آثار مدرسة قوبهان
تقع اثار هذه المدرسة الإسلامية القديمة في الجزء الشمالي الشرقي من قلعة العمادية و شمال مصيف سولاف ضمن حديقة مكتظة بالأشجار. كانت "قوبهان" مدرسة للعلوم الإسلامية إبان القرن السابع عشر الميلادي، حيث خرّجت المئات من الأئمة و الخطباء و منحتهم الإجازات الشرعية. أما اليوم فلم يبق منها إلا بعض الجدران شاهدا على ذلك الصرح التاريخي.
